كلام صريح جدا

هناك الكثير مما أود الكتابة عنه لكني أعلم إن هناك عقليات سوف تستصعب
كلامي هذا وربما تستهزء به أو توافقة وكذلك ربما تعارضة بتاتاً
أنا أؤمن بإن إن طبقت الأحكام الشرعية الصحيحة في أي مكان وزمان
سنجد علامات الرضا والسعادة على وجوه الجميع
لكن ما نراه في الكويت من دعوة لتطبيق الأحكام الشرعية لا يأتي من منطلق
حقيقي لهذا المعنى بل هو منطلق مؤقت مرتبط بمصلحة عامة لمجموعة أو خاصة لبعض الشخصيات والبرستيج المحيط بها ودليل ذلك الحماس الشديد الذي يصيب ذاك الشخص
المطالب بتطبيق الشريعة لكن ما إن يحقق المبتغى من المطلب الوهمي أراه قد
تبلد من الفتور من موقفه وتطبيق مطلبة الكريم

هنا لا أتكلم عن شخصية سياسية أو دينية لكن أتكلم بشكل عام وخلال معايشتي لكثير
ممن يطلب تطبيق الشريعة لكن في الحقيقه أرى إن مطالبته لا تنم عن إيمان كامل
بصحة إختيارة فيكون متخبط في رأيه بين التطبيق أو عدمه وكل هذا يرجع
لموقف الحادثه وسببها والمحيط الخارجي به من أشخاص وأسماء مرتبطة
بتحقيق الشريعة الإسلامية والمطالبة بها في اللقاءات والندوات والإعتصامات


للتوضيح البسيط كما نرى الكثير ممن يطالب بإحترام الدستور وكل ما جاء فيه
لكنه في الحقيقه يدعو إلى إحترام ما يريده هو فقط من مواد الدستور
فكيف يطلب هذا الشخص إحترام الدستور والعمل به وخاصة في المواد المتعلقة
في الحرية الشخصية وما إلى ذلك لكن ما إن يستوعب المادة الثانية حتى يقف
معترضاً عنها ويطالب بإلغاءها وعدم العمل بها

هؤلاء المطالبين بإحترام الدستور كالمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية
يأخذون ما تشتهي أنفسهم ويتركون الباقي على جانب مظلم لا يريدون أن يرى النور ولو قليلاً

أحياناً وإن لم يكن دائماً أضحك على ما أقرأه في الصحف من تصريحات نواب مجلس الأمة
الملقبين بالإسلاميين / المحافظين فتارة أرى ممن يعتقد بإنه سوف يطبق الشريعة بلمحة بصر
وتارة أخرى أراه كالدجاجة المصابة بمرض لا تنفع بل تضر وتتعب من حولها
وكذلك كلي يقين إن التصريحات التافهه التي تضحكني مع فائق إحترامي لشخصهم
لا تأتي من عبث بل هي بعض كليمات لكسب أبناء الشعب المخدوعين بالأقنعه وزيف
حقائق وأفعال ومواقف يضعها النائب ويعيش في إطارها وهي فارغة باطنياً
ممتلئة ظاهرياً .. ويزيد إستغرابي من أفعالهم المتناقضة مع أقوالهم
فعندما أرى هذه الكلمات
فساد .. دعارة .. متبرجات .. غير أخلاقي .. حفلات مختلطة .. إختلاط ..
ظواهر سلبية .. شرب الخمر .. رقابة .. وغيرها كثير كثير


وعندما ألاحظ هذه الكلمات دائماً أرى مدى السلبية التي تُبعث من خلالها
إلى عقلي .. ورغم إني لا أقوم بأي تصرف يسمى بغير أخلاقي أو نحوه
إلا إن هذا الكلام يضايقني جداً ولا أخفي عليكم يحسسني كأنه في غابة
مليئة بالوحوش القذرة ترى الحياة من منظور جنسي بحت
فكل شيء جنس والجنس هو كل شيء
فأنت تريد الذهاب إلى مطعم فيه العائلات المختلفة وكذلك الفتيات
عفواً أنت تفكر في الجنس لأنك أردت الذهاب للمطعم فقط !

هذا هو التفكير المنحصر في النظرة الشهوانية الحيوانية المريضة لكل الأمور
المختلفة والتي تجد إنها في علاقة تضاد مع ما تفعله من أفعال مختلفة وغير متطابقة

ورؤية الأمور والحوادث من زواية واحدة لا تأتي بالنتيجة المطلوبة والمرادة فعلاً
لتوضيح ما يخفى على من يريد أن يجد عقلاً وقلباً وروحاً تتسع وتفهم وتقّدر الأخر

وكذلك أرى المزايدة المبالغ بها جداً منتشرة في حالات عدة وفي النواب السابق ذكرهم
تحديداً فهو يعتقدون إنهم أوصياء على أفعال وأقوال الشعب وكأن الشعب لا يستطيع
أن يختار يعبر يتحدث عن ما يريده وبأي طريقة ممكنة


هؤلاء ومن هم على شاكلتهم لا يفقهون كم هم يرسمون بل يؤكدون على
سوء إستخدام الإسلام في حياتهم فهم يصورون الإسلام دين يحارب
المجتمعات ودين مغلق ودين لا يقبل الأخر ودين لا يقبل الغير متحجبه
ودين نار ودين كراهية ودين حقد ودين رمي المحصنات ودين قذف الناس
بشرفهم وأعراضهم دين تطاول دين إكراه ودين إجبار ودين يكره المرأه
ودين ودين ودين .. ربما هم يعتقدون إن هذا هو الدين بنظرهم
فهم يرون كل شيء من جانب واحد فقط وهو جانب سلبي منفر مقرف
كما هو موضح في تصريحاتهم وأقوالهم وكذلك أفعالهم


أنا أرى إن الخير في الكويت متساوي مع الشر وهذا ما يجعلنا في كفة متساوية
ومختلفة عن جميع الدول المجاورة والبعيدة
فعندما أرى من ينشر الرذيلة بشتى الطرق أرى بالجانب الأخر من ينشر الخير
كذلك بجميع الطرق المتاحة كالإعلام تماماً هناك من يجعل الكويت بؤرة فساد
وهناك من يجعل الكويت أرض السلام والخير وبالرغم من إعتراضي أنا شخصياً
على كل ماهو خطأ في المجتمع لكن في الحقيقه هذا الأمر يجعلني أشعر بإن هذا
ما هو إلا سبيل للتوازن في الحياة

أنا أحرص جداً على نشر الكلمة الطيبة من حولي ومن تصادف معي
سوف يعي كلامي جيداً فأنا أرفض الوصاية على الغير بإسم الإسلام
لأن أنا عليّ عدة أمور واجب عليها فعلها وإن لم أرى إستجابة فهذه
ليست مشكلتي فالله عز وجل هو الكفيل بمعاقبة الفرد وإحسانه إليه

وفي الحقيقه ما أثارني فعلاً هو ما قرأته عن تدشين البذالي لما يسمى
جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

للتوضيح فقط
نعم أنا ملتزمة ولله الحمد وتزعجني بعض الأفعال التي أراها
من الأشخاص في الخارج لكني أرفض مثل هذا الأمر وإجبار الأفراد
على عمل فعل لا يرغبون فيه

أتخّيل فتاة تمشي في السوق ترتدي عباءة ويأتي ممن ينتسب لهذه الجماعة
ويوقفها علناً وأمام الملأ ويسرد لها فضل غطاء الوجه ونحوه
بالغض عن رد فعل الفتاة الذي سيكون لكن هذا أمر مزعج ومحرج وغير سوي
فهذه الجماعة سوف ترى غطاء الوجه فرض والفتاة لا تراه فرض
فيضيع الأمر بين الفرض والإجبار

وذاك الشاب كذلك هو حليق اللحية ويكتفي بخط رفيع فوق فمه سوف
يتم محاصرته بسوء فعلته بحلق اللحيه وربما هو والفتاة سوف يعتبرون
من الخارجين عن حدود الله ومن الكفره الفجره والزندقة الفاسدة
وقد تذكرت موقف حصل معي في مستشفى البحر
كنت أقف لأخذ الدواء وإذا بالرجل في الصيدلية
يطلب بطاقتي المدنية لرؤيتها وكنت مع أختي وكان خلفي الكثير
من النساء والرجال .. أخرجت بطاقتي وأعطيته
تأكد من الإسم ثم قام بكتابة الوصف على الدواء
قال لي بأسلوب همجي وجاف جداً ونبرة حادة ومخيفة
إنتي ليش متبرجة بالصورة غيري صورتج
نظرت إلى أختي ورأيت كيف هناك الكثير ممن سمع
هذا الكلام نعم أصبت بالخجل وببرود قلت له أوكي
وإبتسمت لا أعلم هي إبتسامة غضب حيرة خجل خوف
لكن هذا الموقف أو النصيحة التي أطلقها الأخ عليّ
لا تحقق شروط النصيحة الفعلية او المراد فيها تحقيق النصيحة
فهو لم ينصحني بل فضحني في فعله هذا
ثم كان عليه أن يغض هو بصره عن الصورة
لكني وجدته يحدق بها بكل وقاحة
ثم ينصحني بوقاحة أكبر وأكثر
وهذا ما سيحدث مع جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وكا هو واضح إن البذالي لا يحترم الخصوصية بقوله
وحذر من اقامة حفلات مختلطة او احتساء الخمور في ليلة رأس السنة
فمن يرغب في مثل تلك الممارسات فليخرج خارج الكويت

لأكون صريحة وليعذرني البعض على حدة صراحتي .. أنا كلي ثقة إن الخمر حرام
وهذا أمر لا أجادل فيه ولا أتناقش في حكمه لكن ما يضرني من يريد الشرب في بيته
فهو فعل الأمر بالخفاء ولم يخرج للعلن ويرفع كأسه مفتخراً فهو هنا لم يجاهر بالمعصية
إذاً أمره منتهي لله وليس للأخرين إلزامة على الإعدال عن ذلك دام إنه في إطار
عدم المجاهرة بالفعل وكذلك يالبذالي أبشرك هناك الكثير ممن يخرج خارج الكويت
للفساد والسرسرة مع النساء والشرب والزنا وكل الكبائر ثم يرجع للكويت
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلق الأحكام على الأخرين ويصفهم
بأقبح الألفاظ وتناسى إنه أسوء منهم فعلاً
وكما قال الله تعالى عنهم
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ


أخيراً .. الهين واللين في الأفعال يجعل الأخرين قريبين منك طائعين لك
بحب وإخلاص وليس هناك في الإسلام ما يسمى بالإكراه والإجبار
ولنا الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لمن أراد التعلم في طريق الدعوة
ويكفي أيها المتزايدون بالتقوى فأنتم تشوهون صورة الإسلام الحقيقي الإسلام الصحيح
وبفعلكم هذا تخسرون الكثير الكثير وأنتم والله لا تشعرون بما يفعله غيركم
في توصيل وإيضاح الصورة الصحيحة للإسلام من أخلاق وتعاملات راقية
قبل البدء في العبادات والأحكام