غزل العویسی عضو
عدد المساهمات : 839 نقاط : 1408 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 11/01/2013
| موضوع: قلب مروه ..بقلمي الإثنين يناير 20, 2014 3:03 am | |
|
مرت السنين وخطت خطواتها الاقدار نحو حياة مروه الفتاه العشرينيه الجميله الحالمه لتحطم حلمها الذي تعهد بتبني السعاده والامل في حياتها فلقد كانت تحلم بالزواج كأي فتاه وتنتظر عريسها احمد الذي ربط حياتهما الاهل منذ الصغر فـ أحمد لـ مروه ومروه لأحمد رغم كثرة العرسان الذين يطرقون الباب الا ان مروه وأمها يرفضان بشده اي عريس يتقدم فمروه مخطوبه لولد خالها الذي تعلق قلبها به رغم انها لاتذكر ملامحه جيداً ,وبدأت تحلم وترسم حياتها معه مرت الايام سريعه والحال كما هو عليه الى ان أتى يوم واختلفت فيه أم احمد مع ام مروه وحصلت مشكله كبيره وسوء فهم ونعدم النقاش والتفاهم بينهما قلقت مروه كثيراً ,هدئت الامور قليلاً ثم بدأت عاصفة القرار حين أصدرت ام احمد المتسلطه القاسيه أمرها حيث ارسلت زوجها المغلوب على امره ليقول لام مروه : سامحيني ياختي فاحمد لايريد مروه اذا جاءها عريس فزوجوها ! كانت مروه خلف الباب استغاثت دموعها ولملمت انفاسها المتقطعه ودخلت غرفتها بهدوء وكأنها مستعده لهذا الخبر ,زفّت الاقدار لها تلك الليله احزان العالم بألحان الضياع المؤلمه وهي صامده أيقنت أن الحلم ماهو الا سارق سرق سنوات عمرها بذكاء فلقد جعلها تنتظر احمد الاناني الذي هدر عمرها بالامبالاه والانقياد استسلمت مروه لأمر الله واقنعت قلبها ان احمد لايستحقها عاشت مروه بين اهلها مكسوره بينها وبين أمها النادمه التي تشعر بالالم حين ترى الصمت الحزين في عينيّ ابنتها فكانت تدعو الله كل سحر ان يعوض ابنتها البكر كل خير.
وبعد رحيل سنه مكلله بالألم انتقلت اسرة مروه الى حي اخر جميل وهادي تعرفت الام على جيران رائعين بعضهم بسطاء في المعيشه ولكن اغنياء بأخلاقهم الساميه فكانت أم محمد البسيطه أقرب وأحب جارات ام مروه فكانتا تتزاوران بكثره ولقد أُعجبت ام محمد بمروه المؤدبه الجميله فأبدت لأم مروه اعجابها الشديد بأبنتها وأنها تتمناها لابنها محمد الولد البسيط البار الخلوق الذي عاندته الحظوظ ليتجرع مّر البطاله ,فأعرب أهل مروه بموافقتهم شرط أن يحصل على وظيفه ودخل شهري مضمون ,جاهد محمد في البحث حتى وجد وظيفه جيده في أحد الفنادق الكبيره تمت الخطبه وأحبته مروه كثيراً لانها رأت فيه حب المثابره وحرصه على صلاته واخلاقه العاليه التي يفندها الأب لها كل يوم فقد كان أبو مروه معجب به كثيراً حتى أنه طلب منه مهراً رمزياً كما وافق على ان تسكن ابنته مع أمه واخواته اليتامى في بيت واحد وكانت مروه سعيده لأنها ستحظى على أم اخرى وأخوات رائعات وزوج طموح يخاف الله فيها لم تهتم مروه بفقره ابداً لانها تعتقد انه يملك مفتاح الغنى وهو المثابره وحب العمل,
تزوجت مروه من محمد وعاشا ايامهما بسعاده فلقد أحب محمد مروه كثيراً لانها كانت حنونه مع أمه ومطيعه له, رُسّم محمد في وظيفته لحسن سيرته ومواظبته في العمل كما أنه عمل جاهداً لأقتناء سيارة ليموزين ليعمل بها وقت فراغه زاد دخله وتحسنت حالته الماديه وكان يردد دائماً على مسامع حبيبته < انتي وجه خير علينا,, عاشت مروه معه أحلى أيام في حب وتفاهم وسلام ,,,حتى مضت سنه على زواجهما أحست مروه ذلك اليوم بضيق فالتنفس و تعب شديد جعلها طريحة الفراش أخذها زوجها للمشفى وعند أخذ التحاليل الازمه اكتشفت مروه انها تحمل جنيناً في أحشائها مّر على مكوثه ثلاثة أشهر فرح محمد كثيراً وفرحت مروه أكثر فكانت السعاده لاتسعها لحبها الشديد للأطفال في حين انها أصبحت تشعر بتعب في أقل مجهود وبعد مرور أسابيع قليله شعرت مروه بألم في صدرها وضيق فالتنفس قرر محمد أخذها الى مشفى خاص لعمل كشف كامل على صحتها,فعُملت لها التحاليل والاشعه الازمه وأجرو لها تخطيطاً للقلب للتأكد من سلامته,,,ولكن للأسف هنا كانت المشكله حيث صارح الطبيب محمد بأن قلب مروه ضعيف وهناك خطر عليها اذا أستمر حملها ! فلابد ان تسقط الجنين لسلامتها أصاب محمد الذهول وتغشته الفاجعه فنظر لمروه من بعيد وهي جالسه على الكرسي يكاد ان لايراها من دموع عينيه أدار بأكتافه عنها ليمسح دموعه ويستجمع انفاسه ذهبا الى البيت بصمت قاتل تحدثه مروه في السياره ولايجيب تستفسر منه فيرد بهدوء < بعدين ! وصلا الى البيت فدخلت مروه غرفتها بعجل ممسكه بيد محمد بشده لتسأله من جديد ماذا قال لك الطبيب سكت محمد قليلاً ثم أخذ بالبكاء أجلسته على السرير وقالت ما بك ارجوك تحدث لقد اختنق صوتي أرجوك! نظر اليها وضمها بشده وقال لاتخافي انتي بخير أن شاء الله ولكن! قاطعته مروه ولكن ماذا ؟ صمت قليلاً ثم قال لابد ان نسقط الجنين قالت في دهشه لماذا !!!! رد عليها وحروفه ترتجف :لانه خطر على صحتك قلبك ضعيف! نزعت يدها بهدوء وقامت متجهه لزاوية الغرفه لاااا مستحيل لن أقتل طفلي قام محمد متجه اليها وهي تحاول الابتعاد عنه ممسكه ببطنها لاتحاول لن اقتل طفلي قال محمد أرجوك افهميني لاأريد أن أفقدك فأنتي أهم واغلى من كل شي فأنتِ سعادتي في هذه الدنيا ارجوكِ,,, أخذا في الدوران داخل الغرفه هو يحاول اقناعها وهي تردد لا لا ثم ألتفتت اليه بغضب وأقسمت أنها لن تسقط طفلها حتى لوكلفها حياتها اِنهار محمد وذبلت قواه وتجه الى سريره قد انهكه التعب النفسي والجسدي أطفأت مروه أنوار الغرفه وأسدلت جسمها المرتجف على السرير بجانب زوجها ظل البكاء مستيقظاً طوال الليل محمد يبكي بصمت ودموعه تغسل وجنتيه ومروه تبكي بصوت خافت مؤلم ..كانت ليلةً ظلما لا ترا فيها سوى الأحزان قد تجمهرت متوشحه السواد, استيقظا مع بزوغ الهم ليبدأ مشوار القرار استعان محمد بأمه وبوالديها لأقناعها بأسقاط الجنين ولكن مروه رفضت وأصرت على الحفاظ بجنينها الصغير الذي مازال يداعبها بحركاته اللطيفه يمنتاً ويسره حينها قرر محمد الذهاب الى الطبيب والاستفسار عن مدى خطورة بقاء الجنين للشهر السابع على الاقل,,,, رد عليه الطبيب معنفاً لابد ان تقنعها لانك ستفقدهما جميعاً! خرج محمد يكاد يفقد صوابه لايدري ماذا يفعل كيف يقنع حبيبته بأنقاذ نفسها من الموت ذهب الى البيت ليتوسل اليها ولكن صمت عندما رأها تبكي بحرقه وهي تردد لا استطيع فقرر أن يصمت وان لايتحدث في الامر لما رأه من حزن شديد على زوجته وقال مطمئناً لها بكل ايمان :ليفعل الله مايشاء فهو اللطيف الخبير هدء البكاء ونام نوماً عميقاً
مضت الايام ببطء على مروه كانت تشعر بضيق التنفس ولكن لاتخبر زوجها المهموم بذلك بل تلجأ الى النافذه لتأخذ نفساً عميقاً ثم تنظر الى السماء الزرقاء وتدعو الله بأستغاثه ورجاء,, كل يوم وهي على هذا الحال حتى أتى ذلك اليوم المشؤم حين زاد التعب على مروه وضعف نبضها وأصبحت تتنفس بصعوبه,
حملها زوجها الى المستشفى بسرعه وما أن ارقدوها على السرير حتى فارقت الحياه نعم لقد ماتت مروه ومات طفلها بهدوء مطمئناً في أحشاء أمه الحنونه,,, دُفنت مروه وجنينها في أحشائها بعد أن عاشت معه إحساس الامومه الرائع الذي لطالما حلمت به . .
انتهى
| |
|
المدير عضو
عدد المساهمات : 251 نقاط : 508 السٌّمعَة : 19 تاريخ التسجيل : 29/03/2012 العمر : 53
| موضوع: رد: قلب مروه ..بقلمي الأربعاء يناير 22, 2014 4:09 pm | |
| | |
|
غزل العویسی عضو
عدد المساهمات : 839 نقاط : 1408 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 11/01/2013
| موضوع: رد: قلب مروه ..بقلمي الأربعاء يناير 22, 2014 5:51 pm | |
| | |
|