العدل بين الابناء

بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع ان العائلة الواحدة كانت متماسكة وبعد حين نجد ان العائلة متفككه بسبب عدم العدل بين الزوجات والأولاد ... وكثير من الأباء هداهم الله عزوجل يُفضلون بعض الابناء على بعض وكذا البنات يعطي الابن الاكبر مالا يعطيه للاصغر وهكذا حتى نشأت بينهم غيرة وحقد وحسد بين الاخوة الاشقاء ... ولا اقول لسوء الادب بل اقول لسوء التعليم واحترام الوالدين ومعالجة المشكلة بالتي احسن تزداد المشكلة يوما بعد يوما مما يصعب حلها فيما بعد .. وقد روة لنا كتب التاريخ عن قصص لمثل هذه الحالات وكيف اصحابها بأدبهم واحترامهم وحسن منطقهم انتهت في حينها وإلجم الوشاة وناقلي تلك الاخبار بين الابناء والاباء بحسن ردودهم وإنهاء تلك المشاكل في حينها .. ومن تلك القصص القصة التالية :-


كان لأحد تجار بغداد ولدان فتنا بغداد بحسنهما وأدبهما ، فلما بلغ الأكبر أراد والده أن يحصنه كما كان يفعل التجار الورعون المحافضون على دينهم ، فاشترى له جارية بألف دينار وأخبره أن لا يعلم أخاه بذلك ، ولكن حدث أن وصل الخبر إلى ابنه الأصغر عن طريق أحد معارفه وقال له :- إن أباك خص أخاك بشيء دونك ، فقال له :- بم خصه ؟ قال :- بجارية اشتراها له ، فقال الأصغر :- هو إليها أحوج وأنا عنها أغنى غير أني أشفق أن يتسع الخرق ، وما علمت أن والدي فضل أحد أبنائه على الآخر منذ نشأنا وأنا أجله عن المشافهة ، ولكن هات دواة وبياضا ، فكتب إليه :-


ليس لي بعد إلهي *** مشتكى إلا إليكا
وأخي في الفضل مثلي *** وكلانا في يديكا
إنما أبناك كعينيك *** فداو مقلتيكا
إن أذقت العين كحلا *** هاجت الأخرى عليكا


فابتاع الأب جارية أخرى لابنه الأصغر وأنفذها إليه ..

انظروا إلى اسلوب الأبن الأصغر وادبه وحسن منطقه لوالده خشي ان يقابله مشافهه بل ارسل له رسالة رقيقة فيها ادب واحترام لوالده ..
نسال الله ان يرحمنا نحن ويرحم الاباء والاجداد