زيكو ينتهج استراتيجية الدفاع

زيكو ينجح في تطبيق إستراتيجية الدفاع أمام الفراعنة
لقاء مصر الودي يخدم مسيرة المنتخب على أكثر من صعيد

تغيرت طرق إعداد المنتخبات الوطنية بشكل كبير جدا خلال العقدين المنصرمين لجملة أسباب تتعلق اغلبها بتطور الجانب الاحترافي للاعبي كرة القدم في كل بقاع العالم وأهمية تواجدهم مع أنديتهم لأوقات طويلة خلال الموسم الكروي، فلم نعد نرى أو نسمع عن معسكرات الشهرين والثلاثة شهور كما كنا سابقا، ولكن بالمقابل فأن تنظيم اللقاءات الودية على مدار السنة أصبحت ضرورة فنية ومطلب من الاتحاد الدولي من اجل استمرار منح الكوادر الفنية للمنتخبات فرصة جيدة للوقوف على مستوى اللاعبين وتجريب الوجوه الجديدة منهم وكذلك تطبيقهم لخطط وطرق اللعب التي ينتهجها كلا منهم،

علينا مواكبة التطور ولننظر إلى الأمام
كمنتخب وطني عراقي تخلفنا كثيرا في عملية تنظيم اللقاءات الودية وخصوصا خلال أيام ألفيفا في سنوات مضت ومرد ذلك يعود إلى سوء التنظيم والتعاون من قبل المعنيين في اتحاد كرة القدم وعملية انشغالهم الغير المبررة بجزئيات جانبية أثرت كثيرا على واجباتهم الأساسية في العملية التنظيمية لتطوير كرة القدم ويأتي على رأسها إعداد المنتخب الأول بالشكل الذي يليق بسمعة البلد ورياضته،

ترتب على سوء التنظيم وقلة المباريات الودية أكثر من أمر، يأتي في مقدمتها صعوبة ضم واندماج الوجوه والنجوم الشابة والجديدة إلى تشكيلة المنتخب، والذي ينسحب بشكل كبير وحتمي على أداء اللاعبين الجدد، فهناك فرق كبير بين زج الوجه الجديد بشكل تدريجي ومنطقي لصفوف المنتخب وبين إشراكه بشكل مفاجئ ليكون عرضة لعدم الاستقرار مع الزملاء في تقديم نفسه بشكل جيد واللعب بثقة عالية وإخراج كل ما في جعبته على ارض الملعب أمام الخصوم، بالإضافة إلى حاجته لمزيد من الوقت لوقوف الكادر التدريبي على مستواه وقدراته الفنية،

المباراة خدمت زيكو واللاعبين على حدا سواء
مباراة مصر جاءت في توقيت رائع ومهم وبينت أن الوقت سانح لتجهيز دكه بدلاء عامرة بلاعبين جاهزين فنيا وقادرين نفسيا للمشاركة في أي وقت يراه الجهاز الفني مناسب، والاهم من ذلك أن المباراة كشفت لنا كفنيين مقدرة زيكو باللعب بأكثر من إستراتيجية مع الحفاظ على الشكل العام للفريق وهذا الأمر كنا بحاجة كبيرة للوقوف عليه لأنه يعطي كادرنا الفني مرونة أكثر في التعامل مع مستويات مختلفة للفرق الأربعة التي سنواجهها في التصفيات الحاسمة، فلا يمكن أن نلعب بإستراتيجية هجوم معهم جميعا كما فعلنا في المرحلة السابقة والتي كانت أسهل بكثير من المرحلة اللاحقة،
فاليابان ليس عمان ولا استراليا هي الأردن، فجميعنا يدرك التفاوت بين هذه المنتخبات رغم أن كل الفرق لها نفس فرصة الترشح على الورق،

ونتيجة لذلك التفاوت بين فرق مجموعتنا كان يتحتم على زيكو إظهار مقدرته في تغيير إستراتيجية اللعب بما يتناسب وقوة الخصوم،

الأسلوب الدفاعي لا يعني التقليل فرص الفوز!

رغم أننا لعبنا بأسلوب دفاع المنطقة في الثلث الأول من الملعب من خلال تواجد رحيمة وسلام بشكل متقارب وضم الظهيرين باسم وسامال إلى العمق لعمل الرص والتنظيم الدفاعي أمام منطقة الجزاء مع واجبات دفاعية بحتة لقصي وابراهيم أو البديل فريد مجيد إلا أننا وصلنا إلى مرمى الحضري من أوضاع تهديفية مناسبة لطرق مرماه، وبشكل أكثر دقة وسهولة من فريق الخصم رغم امتلاكهم لمنطقة العمليات لأوقات أطول نسبيا مما فعل لاعبونا،

تلك الطريقة الدفاعية حتمت على لاعبي الطرف كرار (المهاري) وعلاء عبد الزهرة البعيد عن مستواه، من النزول على منطقة الوسط والمشاركة في بناء اللعب والتي برزت قدرة كرار على لعب هذا الدور (رغم استمرار مبالغاته في السقوط وكذلك بالتفكير بالحلول الفردية في كل حالات اللعب والتي قد تكون سلبية أحيانا، وخصوصا عند عملية الانتقال بالكرة من ملعبنا إلى ملعب الخصم)،

باسم وسامال بحاجة إلى تفعيل الأدوار الهجومية،

عندما ينضم كرار وعلاء إلى منتصف الملعب فأن الحلول في العمق تعتمد على حركة يونس بظهر خط الدفاع المصري وهذا ما حصل ولكنه لم يكن مؤثر إلا في حالة تواجد نشأت بالقرب منه، وبتلك الحالة فأننا لا يمكن أن نصل إلى مرمى الخصم بشكل فعال ومؤثر إلا من خلال فتح الملعب وعمل (الأوفر لآب) أو الربط من الظهير وهذا ما لم يفعله باسم وسامال إلا في حالات نادرة،

الأمر الأسوأ من ذلك هو إصرار نشأت على الحافظ على الكرة ومحاولة البحث عن يونس، فرغم أنهما قدما فاصل مهاري رائع في الشوط الأول إلا أن حالات اللعب الأخرى تقتضي على نشأت نقل الكرة على الإطراف وخصوصا عند خلق المساحة على الطرفين وإجبار ظهيري الخصم من الانضمام إلى عمق الملعب،

أي لا يمكن ان نلعب من غير جناح ومن غير ظهير قادر على المساندة الهجومية من الجانب والاعتماد فقط بضرب منطقة جزاء الخصم من العمق،

بالتأكيد هذا لا يعني إننا غير قادرين على ذلك بل يعني أن إستراتيجية الدفاع المحكمة التي انتهجها زيكو بحاجة إلى تفعيل الشق الهجومي وخصوصا عملية انتقال الكرة من الدفاع إلى الهجوم وتنفيذها بشكل أكثر فاعلية وسرعة مع محاولة خلق أكثر من حل لحامل الكرة أثناء تنفيذ الهجمات المعاكسة،

زيكو استغل أخطاء برادلي في تغييرات الشوط الثاني
بدلائنا كانوا على الموعد

رغم التكافؤ النسبي للفريقين في الشوط الأول إلا أن المنتخب الشقيق اظهر إصرارا اكبر في مطلع الشوط الثاني من خلال رفع إيقاع اللعب والقدرة على حيازة الكرة في ملعبنا، ولكن سرعان ما انقلب الوضع لصالحنا وخصوصا بعد استبدال برادلي لعاشور لاعب الوسط المثابر بأحمد حسن وكذلك سحب جدو وإشراك عماد متعب ليجرد المنتخب المصري من اثنين من أهم عناصره خلال اللقاء وليمنح فريقنا جرعة هجومية اكبر، كانت ستسفر عن أهداف لولا براعة الحضري وخبرته في التعامل مع الكرات الحرجة وكذلك ضعف دقة المناولة أو التسديد لبعض لاعبينا وخصوصا البديل النشط حمادي والذي كان يتحرك بسرعة جيدة ويخلق فراغات لنفسه ولزملائه ولكن يبدو انه بحاجة إلى مزيد من الوقت ليظهر إمكانياته وقدراته الهجومية،

أما تواجد وليد بحر وبثقة عالية بديلا لعملاق الدفاع رحيمة فقد أضاف أريحية كبيرة لكثير من أنصار منتخبنا، خصوصا كبديل جيد في هذا المركز الحساس من التشكيل، إما حسام ظهير اليسار فهو بدا يتأقلم بشكل أكبر مع مجموعة اللاعبين، وبالنسبة فريد مجيد ومصطفى كريم فهما يملكان خبرة المشاركات الدولية والوقوف على جاهزيتهما كان أمرا جيدا وضروريا،
وربما سيكون شيء إضافي على مكاسب منتخبنا من اللقاء الودي إشراك حارس الاولمبي جلال ولو لبضعة دقائق قد تمنحه ثقة كبيرة للتواجد كبديل جاهز أو حتى أساسي في اللقاءات الحاسمة،

الفريق بحاجة إلى جناح تقليدي وان كان بديلا!

رغم امتلاك كرار المهارة العالية إلا انه يقوم بواجبات كثيرة كمفتاح لعب وصانع العاب في منطقة العمليات وهذا يحتم على زيكو التفكير بلاعب جناح قادر على فتح الملعب ولو لأوقات ودقائق معدودة في المباريات المصيرية، فمستوى علاء عبد الزهرة المتذبذب يجعل التشكيلة بحاجة إلى إضافة لاعب آخر بمواصفات مختلفة، وهناك أكثر من لاعب برز خلال هذا الموسم كجواد كاظم لاعب الكرخ سابقا ودهوك حاليا وامجد كلف لاعب الشرطة وكذلك احمد ياسين لاعب الاولمبي، أما في خط الوسط فأن عباس رحيمة نجم الطلبة قد يكون بديلا إضافيا ربما سيكون أكثر جاهزية ومقدرة لتفعيل الشق الهجومي من خلال مركز لاعب الارتكاز،

عموما الفريق في الطريق الصحيح ويبدو أن زيكو بدأ يحسب كل الحسابات ولجميع فرق المجموعة التي ستكون هي الأخرى على أتم الاستعداد للمواجهات المرتقبة فعلى الجميع الاستمرار بالمساندة والدعم وتقديم كل ما هو ضروري ومفيد لمسيرة المنتخب ولكادره الفني ولنفعل كل ما بوسعنا، ويبقى التوفيق من الله سبحانه وتعالى،

معلومه جيده